العناد عند الأطفال: كيف نتعامل معه بذكاء وبدون صدام؟

يُظهر الطفل العنيد رغبة قوية في الاستقلال والسيطرة على بيئته. هو لا "يتحدى" لمجرد التحدي، بل يسعى لأن يُسمع صوته ويثبت ذاته في محيطه، خاصة داخل الأسرة. يريد أن يختار، أن يُحترم، وأن يشعر أن قراراته مهمة.

في المقابل، قد يكون الطفل الأكثر هدوءًا أقل تعبيرًا عن رغباته، ويفضل رضا الوالدين على رغباته الشخصية. لكن هذا لا يجعل من الطفل العنيد "سيئًا" أو "صعبًا"، بل هو فقط مختلف في طريقة التعبير.

المهم أن نعرف أن العناد ليس خللًا نفسيًا بحد ذاته، بل قد يكون سلوكًا طبيعيًا في مراحل معينة من النمو. ومع ذلك، قد يتحول إلى مشكلة سلوكية تؤثر على الحياة اليومية إذا لم يُفهم أو يُدار بطريقة صحيحة.

كيف نتعامل مع الطفل العنيد؟

حافظ على هدوئك

عندما يرفض طفلك أو يدخل في نوبة غضب، من الطبيعي أن تشعر بالغضب أو الإحباط. لكن انفعالك قد يزيد الوضع سوءًا. الأطفال يتعلمون من ردود فعلنا، وإذا رأوك تفقد أعصابك، سيتعلمون أن هذا سلوك مقبول

اعرض خيارات تناسب عمره

بدلًا من إعطاء أوامر مباشرة، قدم له خيارات: "هل تفضل أن ترتدي القميص الأزرق أم الأحمر؟" "هل تحب أن تأكل سندويش أم معكرونة اليوم؟" بهذه الطريقة يشعر بالسيطرة، دون أن يفقد الإطار العام للحدود التي تضعها.

ضع حدودًا واضحة وثابتة

في بعض الأمور، لا مجال للنقاش. كأن تمنع طفلك من اللعب في الشارع، أو أن ترفض طلبه بارتداء ملابس غير مناسبة للطقس. الحزم لا يعني القسوة، بل الوضوح مع تعاطف.

علّمه التفاوض والتفاهم

العناد ليس دائمًا سلوكًا سلبيًا. من المهم أن يتعلم الطفل كيف يُعبّر عن رأيه، وكيف يتفاوض ويقترح حلولًا بديلة. على سبيل المثال: "أفهم أنك تريد أن تلعب الآن، لكن لدي عمل. ماذا لو ساعدتني قليلًا ثم نلعب سويًا بعد ذلك؟"

استمع بصدق

الاستماع لا يعني الموافقة دائمًا، لكنه يفتح باب الثقة بينك وبين طفلك. حاول أن تفهم دوافعه ومشاعره، حتى لو كنت ترفض سلوكه. الشعور بأنك تفهمه يخفف كثيرًا من مقاومته.

أظهر له أنك تراه وتقدّره

أحيانًا يكون العناد وسيلة للفت الانتباه. شارك طفلك في اهتماماته، تحدث معه عن أصدقائه ومدرسته، وخصص وقتًا للعب والأنشطة التي يحبها. الطفل الذي يشعر بأنه "مرئي" أقل عرضة للصراع.

اسمح له بأن يُخطئ ويتعلم

كلنا نخطئ. بدلًا من العقاب القاسي، علّم طفلك كيف يصحّح الخطأ، وامنحه فرصة ثانية. هذا يعزز ثقته بنفسه ويُشعره بالأمان داخل العلاقة معك.

اهتم بالعلاقة قبل السلوك

السلوك الصعب قد يكون مؤقتًا، لكن العلاقة العميقة بينك وبين طفلك ستبقى. خذ وقتًا للاستمتاع معه، اضحكوا، تحدثوا، وشارِك طفلك لحظات محبة خارج إطار التعليم والتوجيه.

متى نحتاج لطلب المساعدة النفسية؟

قد يكون من المفيد استشارة أخصائي نفسي للأطفال إذا لاحظت أن عناد طفلك:

يؤثر سلبًا على علاقاته مع أصدقائه-

يتسبب في مشاكل مستمرة في المدرسة أو البيت-

يتحول إلى نوبات غضب عنيفة أو انسحاب شديد-

. في العيادات النفسية في مركز الدكتور عبدالعزيز الشعلان ، نوفّر جلسات تقييم فردية، واستشارات تربوية تساعد الوالدين على فهم سلوك الطفل ووضع خطة واضحة للتعامل معه. يمكنك حجز موعد مع أحد أخصائيينا لمساعدتك في هذه المرحلة الصعبة.

Previous
Previous

الصمت الاختياري عند الأطفال: ما هي أعراضه و كيف نتعامل معه؟

Next
Next

أثر مشاهدة الشاشات على تطور اللغة