كيف يمكن للمدرسة والأسرة دعم الطلاب القلقين؟ دليل عملي للمعلمين والأهالي
يعاني العديد من الأطفال من القلق المدرسي، سواء في بداية العام الدراسي أو خلاله. وقد يظهر هذا القلق في شكل تجنّب المدرسة، أو صعوبة في التفاعل الاجتماعي، أو حتى أعراض جسدية مثل الصداع وآلام البطن.
ولكي يتمكن هؤلاء الأطفال من التعلم والتطور، فهم بحاجة إلى دعم نفسي وتربوي متكامل من المدرسة والأهل معًا.
في هذا المقال، نقدم لك دليلاً عمليًا يحتوي على استراتيجيات فعالة لخلق بيئة مدرسية آمنة، وتخفيف قلق الطلاب، وتحسين تجربتهم التعليمية والاجتماعية.
أولاً: كيف يمكن للمدرسة أن تدعم الطلاب القلقين؟
1. إجراء التعديلات والتسهيلات النفسية داخل المدرسة
يمكن لبعض التعديلات البسيطة أن تُحدث فرقًا كبيرًا في تقليل التوتر عند الطلاب القلقين، مثل:
تغيير أماكن الجلوس لتكون قريبة من المعلم.
السماح باستراحات قصيرة أثناء الحصص.
تقليل الضغط في أماكن مثل الكافتيريا أو الساحة.
2. بناء علاقات داعمة داخل المدرسة
العلاقات الشخصية بين الطالب والمعلمين أو الزملاء تلعب دورًا مهمًا في إحساسه بالأمان والانتماء.
يمكن للمدرسة تعزيز هذا من خلال:
برامج الزمالة بين الطلاب.
مجموعات الدعم الصغيرة.
اللقاءات الفردية بين الطالب والمرشد.
3. محاضرات إرشادية للأهالي
في بعض الحالات، يكون التعلق الزائد بالأهل سببًا رئيسيًا في رفض المدرسة أو البكاء الصباحي.
هنا يأتي دور المدرسة في توعية الأهل عبر:
لقاءات دورية مع مستشارين نفسيين.
تدريب الأهل على فصل تدريجي آمن.
توفير أدوات دعم لتأهيل الطفل نفسيً
ثانياً: كيف يمكن للمعلمين دعم الطالب القلق داخل الصف؟
1. بناء علاقة شخصية إيجابية
كلما شعر الطفل بأنه "مرئي" ومفهوم من قبل معلمه، كلما زاد شعوره بالراحة.
استخدم التعزيز الإيجابي، وشارك الطفل في نقاشات بسيطة، وكن مصدر أمان له داخل الصف.
2. تعزيز العلاقات الإيجابية بين الزملاء
وجه الطلاب لتشجيع بعضهم، وخلق مناخ صفي ودود.
المواقف البسيطة مثل الابتسامة أو الترحيب تؤثر بشكل كبير في تهدئة الطفل القلق.
3. خلق بيئة صفية مريحة
اختر إضاءة هادئة، ألوانًا مريحة، وقلل الضوضاء قدر الإمكان.
يمكنك أيضًا تخصيص "زاوية هدوء" يلجأ إليها الطفل عند الشعور بالضغط.
4. تعليم استراتيجيات التأقلم داخل الصف
بعض الأدوات البسيطة مثل:
تمارين التنفس العميق.
جلسات تأمل قصيرة.
تخيّل أماكن آمنة.
تساعد الطفل على التحكم في مشاعر القلق وتعزز تركيزه.
5. تشجيع التعبير عن المشاعر
امنح الطلاب فرصًا للتحدث عن مشاعرهم.
يمكن استخدام:
الرسم.
الكتابة اليومية.
مجموعات النقاش البسيطة.
وأحيانًا يحتاج الطالب إلى دعم إضافي من المرشد الطلابي أو المختص النفسي.
6. الحفاظ على روتين وتوقعات واضحة
يحتاج الطالب القلق إلى معرفة ما ينتظره.
استخدم جداول يومية مرئية، وحدد قواعد الصف بوضوح، وكن ثابتًا في تطبيقها.
7. تعديل خطط الدروس بما يناسب
بعض الدروس قد تكون مفرطة التحفيز أو مرهقة. اسأل نفسك:
هل هذا النشاط واضح؟
هل أعطيت وقتًا كافيًا؟
هل أستخدم طرق تقييم متنوعة تناسب الجميع؟
ثالثاً: ما دور الأسرة في دعم الطفل القلق دراسيًا؟
تعاون الأهل مع المدرسة والمعالج النفسي ضروري.
تُظهر الدراسات أن تدريب الوالدين على التعامل مع الطفل القلق يُحسن النتائج بشكل كبير.
يتعلّم الأهل وضع الحدود، تقديم الدعم، وعدم تعزيز التجنّب دون قصد.
لا تتجاهل القلق المدرسي، فالاكتشاف المبكر لأي مشكلة نفسية أو سلوكية يساعد في حلّها قبل أن تتفاقم. راقب سلوك طفلك، وتعاون مع المدرسة فورًا إذا لاحظت صعوبة في التكيف أو علامات قلق مستمرة.
في مركز الدكتور عبدالعزيز الشعلان، نوفر تقييمات نفسية، وجلسات دعم سلوكي، وإرشاد أسري، وشراكات مع المدارس.
احجز استشارتك اليوم وساعد طفلك على التقدّم بثقة.